الهدام.. كارثة بيئية تهدد بزوال مدينة أثرية على النيل في السودان
بهرام عبد المنعم /الاناضول /17 مارس 2022
يتخوف سكان مدينة (الجيلي) التاريخية والاثرية من اندثار منطقتهم الواقعة على الضفة الشرقية من نهر النيل بسبب ظاهرة بيئية تؤدى الى تآكل التربة المستمر على ضفاف نهر النيل ، ويُطلق عليه محليا (الهدام) ، مما يؤدى الى فقدان مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة ، واقتلاع الأف الاشجار المثمرة ، وذكر مقرر اللجنة العليا لمجابهة الظاهرة بمدينة الجيلي (60)كلم شمال الخرطوم عقيل احمد الناعم ، أن المساحة بين المدينة والنهر كانت في السابق لا تقل عن (3) كيلومترات، لكن مساحتها الحالية لا تزيد عن (300-400)متراً مما ادى الى فقدان مساحات زراعية شاسعة بسبب الهدام واصبح الخطر يتهدد المنازل خاصة ان اقرب منزل على بعد (300) متراً من النيل .
وقال: ان ظاهرة تأكل التربة حال استمرارها بصورتها الراهنة فأن المدينة التاريخية التي يقطنها ما لا يقل عن (300) ألف نسمة مهددة بكاملها بالزوال. وضياع معالم تاريخية مثل سرايا(قصر) الزبير باشا تم تشييده في العام 1900.
واشار لمعالجات عاجلة بالتعاون بين وزارة التخطيط العمراني تشمل وضع حواجز ترابية وحجرية بتكلفة تبلغ 160 مليار جنيه ومعالجات دائمة بالتخطيط مع وزارتي الري والموارد المائية عبر اعداد دراسات لإيجاد الحل الجذري، وناشد المنظمات المحلية والاقليمية والدولية المهتمة بالمدن التاريخية مد يد العون للنظر الى المدينة تفاديا لاختفاء تاريخها..
ويؤكد مدير الإدارة العامة لشؤون المياه بوزارة الري والموارد المائية عبد الرحمن صغيرون، أن صور الأقمار الاصطناعية لمدينة الجيلي أظهرت أن المشكلة تفاقمت منذ عام 2005، وبلغ تآكل الضفاف حوالي 1.5 كيلومتر، ما يمثل تهديدا للزراعة، وحاليا تفاقمت المسألة ما يهدد وجود المدينة.
وأوضح صغيرون، في تصريحات إعلامية أوردتها وسائل إعلام محلية، “عادة يتم وضع الحلول بعد عمل دراسات لاختيار الحل الأنسب، وحساب التكلفة وتشمل الحلول عمل حماية للشواطئ ببناء حجري لمقاومة النحر، أو تغيير اتجاه تيار المياه بإنشاء عراضات داخل النهرتقرير
شهدت قاعة جرش بجامعة ولاية نهر النيل انعقاد ورشة عمل حول نتائج بحث عن (التلوث بالزئبق في المناطق السكنية والمزارع في ولاية نهر النيل ) وذلك صباح الاحد السادس من مارس 2022، تم اعداد البحث بواسطة عدد من الباحثين/ت من جامعة النيلين، المجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية ، الجمعية السودانية لحماية البيئة …مركز الالق للخدمات الصحفية حضر مداولات الورشة، وهذا استعراض لاهم نتائج البحث والتوصيات.
تركيز عالي للزئبق في مياه الشرب
تم اجراء هذا البحث لدراسة الاثار البيئية والصحية لظاهرة انتشار استخلاص الذهب من مخلفات التعدين الملوثة بالزئبق(الكرتة ) بواسطة الأهالي باستعمال مواد كيميائية اهمها مادة الثيوريا في المزارع والمناطق السكنية بولاية نهر النيل بين مدينتي عطبرة وبربر ،وتم عمل مسح ميداني عن طريق استبيانات للمواطنين ، واصحاب خلاطات استخلاص الذهب ،واخذ عينات من مكونات البيئة فى المنطقة شملت الكرتة، التربة ، المياه ، النباتات وعينات من بول ودم وشعر مواطنين والبان البهائم، تم التحليل لقياس مستوى الملوثات الكيميائية واهمها الزئبق بالمعمل المركزي بجامعة الخرطوم.
اظهرت النتائج الكيميائية تركيز عالي من الزئبق فى الكرتة والتربة المحيطة بأحواض الخلاطات ، وكشف التحليل وجود مستويات عالية من الزئبق فى مياه الشرب خاصة في بعض القرى التي تكدست بها اكوام الكرتة ،ووصل اعلى تركيز للزئبق فى مياه الشرب فى قرية (بانت)كما اظهرت نتائج البحث احتواء (28%) من عينات البول ، (7%) من عينات الدم على نسب عالية من الزئبق ،وقد لوحظ أن معظم العينات الايجابية من الاطفال بنسبة اكبر في قرية (الكتيراب) وقرية (بانت) بينما وصل التركيز فى الدم الى نسبة كبيرة فى قرية (بانت) ، وخلت عينات شعر الانسان والبان البهائم وعينات النباتات وثمار المحاصيل من الزئبق و يرجع ذلك لقصر فترة وضع الكرتة فى المنطقة ، بينما اظهرت المقابلات مع المواطنين وجود حالات تسمم وحساسية وسط النساء والاطفال.
وتأتى معظم مخلفات التعدين من وادى العشار في ولاية البحر الاحمر ، واكثر من( 60%)منها يتم وضعه فى مزارع الخضروات والنخيل ،وحوالى(37%) فى المنازل المأهولة وغير المأهولة، واتضح أن أكثر من (75%)من اكوام الكرتة تقع على بعد (50) مترا من المنازل المأهولة ،وقد تبين أن معظم العاملين في هذا النشاط لا يستعملون أيا من ادوات ومعايير السلامة فى عملية الاستخلاص ويدعون انهم لا يعانون من امراض بسبب عملية الاستخلاص بالرغم من ادراكهم خطورته ، يحفزهم في ذلك العائد المادي الكبير والسريع ،علما ان معظم المواطنين غير العاملين في هذا المجال يرفضون وجود الكرتة ففي المزارع والمناطق السكنية ويرون انها السبب الأساسي فى ظهور الحساسيات وامراض الجهاز التنفسي وحالات الاجهاض .
كما اوضحت المقابلات وسط اصحاب الخلاطات ان معظمهم يترك المخلفات فى المزارع والاماكن السكنية دون ادنى اهتمام بازالتها عقب استخلاص الذهب مما يشكل خطرا كبيرا على البيئة فى الولاية حيث انها تمثل المصدر الرئيسى للتلوث .
الملفت أن الاجراءات التي اتبعتها السلطات فى الولاية لتقييد ومنع هذا النشاط فى المنطقة قد ادى لتحويله الى القرى المحاذية لنهر عطبرة مما يساعد على انتشار التلوث فى تلك المناطق ، خاصة وانها مناطق انتاج زراعى وحيوانى .
توصيات الدراسة
اوصت الدراسة بالاتى
- العمل الفورى لازالة وترحيل الكرتة الى اماكن معزولة وتحت رعاية واشراف جهات مؤهلة لازالة تلوث الزئبق منها
- قيام حملات توعوية للمعدنين والمواطنين لمنع انتقال هذا النشاط فى المناطق والولايات الاخرى
- تقويةالتشريعات وتفعيل الدور الرقابى والتنفيذى لتعدين واستخلاص الذهب
- اجراء مسح لتقييم الوضع الصحى بالمنطقة واصدار قوانين تشجع التوسع فى استعمال التقانات الصديقة للبيئة
توصيات المشاركون/ت فى الورشة
وحظيت الورشة بمشاركة واسعة من المختصين والمهتمين بمجال البيئة واجهزة الاعلام والمواطنين من المناطق التي شملها البحث ، وتقدموا باقتراحات وتوصيات تركزت اغلبها حول اهمية رفع الوعى بخطر استخدام الزئبق لاستخلاص الذهب، واى مادة كيميائية اخرى،وبناء شراكات بين اصحاب المصلحة للعمل المشترك للتوعية وتفعيل القوانين والرقابة ومتابعة حظر الانشطة الضارة بالبيئة وصحة الانسان والحيوان .
فريق البحث
اشادة وتقدير
هذا البحث تم بجهد مقدر من قبل باحثين/ت هم : دكتور صالح على صالح(جامعة النيلين) دكتور عبدالقادر الفاضل عبدالقادر(جامعة النيلين) دكتور عمر عبدالله احمد حمدى(جامعة النيلين) دكتورعلى محمد على (الجمعية السودانية لحماية البيئة ) دكتور ازهرى عمر عبدالباقى (الجمعية السودانية لحماية البيئة /جامعة الخرطوم نستاذة نمارق يس أحمد (المجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية ) دكتورة نهلة عبدالله حسن الشيخ (جامعة نيالا)
من مركز الالق
يأتى هذا التقرير فى اطار جهود مركز الالق للخدمات الصحفية لمتابعة موضوع التعدين الاهلى (يقرأ العشوائى) من واقع اهتمامه بحماية البيئة ، وسبق له القيام بعمل صحفى استقصائى فى سوق العبيدية بولاية نهر النيل وهو اكبر سوق للذهب فى السودان حسب المعلومات المتوفرة ، وكشف العمل عن تدهور بيئى واستخدام واسع للزئبق لاستخلاص الذهب دون وسائل حماية للمعدنين او البيئة المحيطة ،داخل وخارج السوق رغم الاموال الضخمة الناتجة عن تجارة الذهب ، وتم اعداد تقرير وفيلم يحكى تفاصيل الحياة داخل سوق العبيدية ورحلة استخلاص المعدن الغالى من مرحلة نقل الحجر وحتى تحويله لقطعة ذهب يتلقفها السوق غير عابئ بالمخاطر المحدقة بحياة البشر فى المنطقة نتيجة استخدام المواد الضارة بالبيئة وصحة الانسان ….
عرض نتائج بحث حول: التلوث بالزئبق في المناطق السكنية والمزارع في ولاية نهر النيل
شهدت قاعة جرش بجامعة ولاية نهر النيل انعقاد ورشة عمل حول نتائج بحث عن (التلوث بالزئبق في المناطق السكنية والمزارع في ولاية نهر النيل ) وذلك صباح الاحد السادس من مارس 2022، تم اعداد البحث بواسطة عدد من الباحثين/ت من جامعة النيلين، المجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية ، الجمعية السودانية لحماية البيئة …مركز الالق للخدمات الصحفية حضر مداولات الورشة، وهذا استعراض لاهم نتائج البحث والتوصيات.
تركيز عالي للزئبق في مياه الشرب
تم اجراء هذا البحث لدراسة الاثار البيئية والصحية لظاهرة انتشار استخلاص الذهب من مخلفات التعدين الملوثة بالزئبق(الكرتة ) بواسطة الأهالي باستعمال مواد كيميائية اهمها مادة الثيوريا في المزارع والمناطق السكنية بولاية نهر النيل بين مدينتي عطبرة وبربر ،وتم عمل مسح ميداني عن طريق استبيانات للمواطنين ، واصحاب خلاطات استخلاص الذهب ،واخذ عينات من مكونات البيئة فى المنطقة شملت الكرتة، التربة ، المياه ، النباتات وعينات من بول ودم وشعر مواطنين والبان البهائم، تم التحليل لقياس مستوى الملوثات الكيميائية واهمها الزئبق بالمعمل المركزي بجامعة الخرطوم.
اظهرت النتائج الكيميائية تركيز عالي من الزئبق فى الكرتة والتربة المحيطة بأحواض الخلاطات ، وكشف التحليل وجود مستويات عالية من الزئبق فى مياه الشرب خاصة في بعض القرى التي تكدست بها اكوام الكرتة ،ووصل اعلى تركيز للزئبق فى مياه الشرب فى قرية (بانت)كما اظهرت نتائج البحث احتواء (28%) من عينات البول ، (7%) من عينات الدم على نسب عالية من الزئبق ،وقد لوحظ أن معظم العينات الايجابية من الاطفال بنسبة اكبر في قرية (الكتيراب) وقرية (بانت) بينما وصل التركيز فى الدم الى نسبة كبيرة فى قرية (بانت) ، وخلت عينات شعر الانسان والبان البهائم وعينات النباتات وثمار المحاصيل من الزئبق و يرجع ذلك لقصر فترة وضع الكرتة فى المنطقة ، بينما اظهرت المقابلات مع المواطنين وجود حالات تسمم وحساسية وسط النساء والاطفال.
وتأتى معظم مخلفات التعدين من وادى العشار في ولاية البحر الاحمر ، واكثر من( 60%)منها يتم وضعه فى مزارع الخضروات والنخيل ،وحوالى(37%) فى المنازل المأهولة وغير المأهولة، واتضح أن أكثر من (75%)من اكوام الكرتة تقع على بعد (50) مترا من المنازل المأهولة ،وقد تبين أن معظم العاملين في هذا النشاط لا يستعملون أيا من ادوات ومعايير السلامة فى عملية الاستخلاص ويدعون انهم لا يعانون من امراض بسبب عملية الاستخلاص بالرغم من ادراكهم خطورته ، يحفزهم في ذلك العائد المادي الكبير والسريع ،علما ان معظم المواطنين غير العاملين في هذا المجال يرفضون وجود الكرتة ففي المزارع والمناطق السكنية ويرون انها السبب الأساسي فى ظهور الحساسيات وامراض الجهاز التنفسي وحالات الاجهاض .
كما اوضحت المقابلات وسط اصحاب الخلاطات ان معظمهم يترك المخلفات فى المزارع والاماكن السكنية دون ادنى اهتمام بازالتها عقب استخلاص الذهب مما يشكل خطرا كبيرا على البيئة فى الولاية حيث انها تمثل المصدر الرئيسى للتلوث .
الملفت أن الاجراءات التي اتبعتها السلطات فى الولاية لتقييد ومنع هذا النشاط فى المنطقة قد ادى لتحويله الى القرى المحاذية لنهر عطبرة مما يساعد على انتشار التلوث فى تلك المناطق ، خاصة وانها مناطق انتاج زراعى وحيوانى .
توصيات الدراسة
اوصت الدراسة بالاتى
- العمل الفورى لازالة وترحيل الكرتة الى اماكن معزولة وتحت رعاية واشراف جهات مؤهلة لازالة تلوث الزئبق منها
- قيام حملات توعوية للمعدنين والمواطنين لمنع انتقال هذا النشاط فى المناطق والولايات الاخرى
- تقويةالتشريعات وتفعيل الدور الرقابى والتنفيذى لتعدين واستخلاص الذهب
- اجراء مسح لتقييم الوضع الصحى بالمنطقة واصدار قوانين تشجع التوسع فى استعمال التقانات الصديقة للبيئة
توصيات المشاركون/ت فى الورشة
وحظيت الورشة بمشاركة واسعة من المختصين والمهتمين بمجال البيئة واجهزة الاعلام والمواطنين من المناطق التي شملها البحث ، وتقدموا باقتراحات وتوصيات تركزت اغلبها حول اهمية رفع الوعى بخطر استخدام الزئبق لاستخلاص الذهب، واى مادة كيميائية اخرى،وبناء شراكات بين اصحاب المصلحة للعمل المشترك للتوعية وتفعيل القوانين والرقابة ومتابعة حظر الانشطة الضارة بالبيئة وصحة الانسان والحيوان .
فريق البحث
اشادة وتقدير
هذا البحث تم بجهد مقدر من قبل باحثين/ت هم : دكتور صالح على صالح(جامعة النيلين) دكتور عبدالقادر الفاضل عبدالقادر(جامعة النيلين) دكتور عمر عبدالله احمد حمدى(جامعة النيلين) دكتورعلى محمد على (الجمعية السودانية لحماية البيئة ) دكتور ازهرى عمر عبدالباقى (الجمعية السودانية لحماية البيئة /جامعة الخرطوم نستاذة نمارق يس أحمد (المجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية ) دكتورة نهلة عبدالله حسن الشيخ (جامعة نيالا)
من مركز الالق
يأتى هذا التقرير فى اطار جهود مركز الالق للخدمات الصحفية لمتابعة موضوع التعدين الاهلى (يقرأ العشوائى) من واقع اهتمامه بحماية البيئة ، وسبق له القيام بعمل صحفى استقصائى فى سوق العبيدية بولاية نهر النيل وهو اكبر سوق للذهب فى السودان حسب المعلومات المتوفرة ، وكشف العمل عن تدهور بيئى واستخدام واسع للزئبق لاستخلاص الذهب دون وسائل حماية للمعدنين او البيئة المحيطة ،داخل وخارج السوق رغم الاموال الضخمة الناتجة عن تجارة الذهب ، وتم اعداد تقرير وفيلم يحكى تفاصيل الحياة داخل سوق العبيدية ورحلة استخلاص المعدن الغالى من مرحلة نقل الحجر وحتى تحويله لقطعة ذهب يتلقفها السوق غير عابئ بالمخاطر المحدقة بحياة البشر فى المنطقة نتيجة استخدام المواد الضارة بالبيئة وصحة الانسان ….