30 عاماً والصحفيون بلا نقابة ..
في حقبة الانقاذ اتحاد منحاز وصحفيون مشردون وبلا حماية .
الخرطوم / حواء رحمة
بسبب سياسات حكم نظام الانقاذ البائد تعرض الصحفيون والصحفيات الى انتهاكات جسيمة وهضم وضياع للحقوق وتعرضوا للمضايقات والملاحقات وعملوا في بيئة سيئة وغير ملائمة لأداء الرسالة كل ذلك كان مطروحاً في مطالبهم المستمرة في مقدمتها قيامة النقابة التي حل محلها اتحاد الصحفيين السودانيين لثلاثين عاماً ظل فيها محتكرا من فئة محدد ينحاز عدد كبير منهم لسياسات النظام البائد.
البحث عن النقابة
بدأت الخطوات نحو النقابة جادة وحريصة على الوصول لنقابة تدافع عن حقوق الصحفيين وبالرغم من العثرات التي واجهتها هنا وهناك ألا انها لم تتراجع ابدأ وعملت على لم شمل الصحفيين بعد خلافات طويلة استمرت لشهور ، وتم التوافق بين عدد من الاجسام الصحفية وتم تكوين اللجنة التنفيذية لنقابة الصحفيين والتي استمرت لأكثر من ثلاث اشهر وتم تكوين لجنة أخري للأعداد للجمعية العمومية التي انعقدت في يونيو 2022م
وبعد عقد الجمعية العمومية تم انتخاب لجنة الانتخابات لنقابة الصحفيين السودانيين، بتاريخ 23 يوليو2022م بدار المهندس بالخرطوم ضمت عدد من الاستاذة وقدمت القوائم الصحفية مرشحيها لمنصب رئيس النقابة ومجلس النقابة وتجري هذه الايام مناظرات بين المتنافسين وحدد 27/ اغسطس 2022م موعدا للاختراع ..
الصحفية ام زين ادم ابتدرت حديثها بسؤال لماذا قيام نقابة للصحفيين مهم ؟
واجابت الجسم النقابي مهم للصحفيين والصحافة عموما لجهة انه مناط لها خلق واقع أفضل وجاذب، لممارسة المهنة، فالنقابة مهمة في هذا التوقيت بعد خراب وتدني طال العمل الصحفي وبيئة العمل كانت غير مواتية للعمل الصحفي المحترف .
واضافت فالنقابة تقوم على مراعاة الحقوق في مقدمتها الأجر المجزي والمعاشات التقاعدية ،والعطل والإجازات ،والتأمين الصحي والعمل الإضافي ،فالقوة الجماعية للنقابة تضمن ذلك الواقع الأفضل، بالاتفاقات الجديدة والمقبولة والممكنة بين الصحفيين والناشرين.
مشيرة الى أن النقابة تمثل حماية للصحفي وتضمن له معاملة تحفظ كرامته وتدافع عنه، وتضمن للصحفي المساواة في الأجر والتمييز ضده خاصة الصحفيات اللائي تعزز لهن حقوق الامومة المرنة في العمل وتهيئة بيئة عمل آمنة تشييع فيها روح المسؤولية . .
*الاتحاد السابق حصر التدريب على المواليين .
الصحفي محمد حسيب قال بالتأكيد أدى غياب نقابة فاعلة للصحفيين لأكثر من ثلاثين عاما إلى الكثير من التأثيرات السلبية على المهنة والمشتغلين بها خاصة فيما يتعلق بتطوير القدرات لدى الصحفيين ومواكبة التطورات التي طرأت على المهنة، ولا يخفى على المتابعين حصر (الاتحاد السابق للصحفيين السودانيين) لفرص التدريب على الفئات القريبة من نظام الإنقاذ او المواليين وكان يجير الاتحاد والإعلام المنحاز له لتحقيق مآربه الخاصة.
واضاف وفيما يتصل بحرية الصحافة فالنظام البائد عمل على تكبيلها وتقييدها عبر المصادرات التي كانت تقوم بها الأجهزة الأمنية للصحف التي تنقل الحقائق كما هي بدون تزييف، فضلا عن الاعتقالات التي كانت تطال الصحفيين الشرفاء ليس لشيء سوى لأنهم يكشفون الفساد والتجاوزات التي كان يقوم بها منسوبو نظام الإنقاذ البائد.
واردف وعليه فإن الخطوات التي يخطوها الصحفيون الآن لتأسيس نقابتهم الحرة المستقلة، من الممكن أن تساهم بشكل فاعل في معالجة الاختلالات التي أشرنا إليها سابقا من خلال تطوير قدرات الصحفيين وحراسة الحقوق المتمثلة في حرية التعبير والنشر وحماية الصحفيين من الانتهاكات التي تمارس ضدهم من قبل السلطات ، فضلا عن حماية حقوق الصحفيين المادية بتحسين الأجور ومستحقات ما بعد الخدمة خاصة في ظل الظلم والإجحاف الذي يمارسه الناشرون تجاههم، بالإضافة إلى توفير المشاريع السكنية التي تساعدهم على مقابلة مشكلة السكن وغيرها من الخدمات.
واسترسل حسيب بقوله والأمر المهم جدا والذي لابد لنا من عدم إغفاله هو أن كل ذلك لن يتحقق إلا من خلال نقابة مهنية مستقلة بعيدة عن أي أطماع حزبية تسعى لتجيير النقابة لصالحها، نقابة همها الأوحد هو هذا الصحفي وليس التنظيمات الحزبية التي ترغب في الاستحواذ على كل شيء ، نقابة تهتم بالصحفيين الذين يعملون في ظل ظروف أقل ما توصف به أنها مأساوية جدا.
الصحفي محمد الأقرع بالتأكيد غياب النقابة طيلة الفترات الماضية أنعكس سلباً على الصحافة بكل النواحي، سواء المتصل بأوضاع الصحفيين المادية أو المادة المقدمة باعتبارات غياب التأهيل والتدريب للصحفي الذي يمكن ان يقدمه مثل هذا المنبر.
واضاف كذلك أدى غياب النقابة لعدم وجود منصة تدافع عن حق الصحافة والصحفيين في حرية النشر وحق الحصول على المعلومة والتضامن الحقيقي في حالات هجمات السلطات او مألات الضوائق المعيشية.
لافتا الى تعرض مؤسسات وصحفيين لمضايقات ومنع من الصدور والعمل، كل ذلك كان يمكن تفاديه في حالة وجود نقابة قوية تصادم السلطات وتحد من تهجماتها الغير منضبطة.
مشيرا لغياب النقابة مما ادي لتأثيرات ، وقال: فهنالك المئات من الصحفيين هجروا العمل نسبة لضآلة الأجر وعدم وجود جهات تلجم الناشرين وتلزمهم بدفع عوائد مادية مجزية. في السياق هناك أمثلة أخرى لصحفيين اصابهم العوز وتداهمهم الأمراض دون ان يجدوا اي جهة تقف معهم. هناك مشاكل كبيرة في التأمين الصحي وفوائد ما بعد الخدمة والتأمين الاجتماعي، نسبة لغياب نقابة قد يصبح الصحفي حين يتقدم في السن عالة على أسرته، وأحيانا قد يكون كذلك أثناء عمله لضعف المرتبات ورداءة بيئة العمل.
لافتا الى أثر غياب النقابة في مسألة وجود سجل صحفي منضبط وفقا لتعريف دقيقة للمهنة، وقال : فتح اتحاد الصحفيين الباب واسعاً لكل من لا مهنة له وبدورهم قاموا بالتغول على حقوق الصحفيين اولاً وأثروا على مهنة الصحافة ثانية بأدائهم الركيك.
واردف غياب منبر مثل نقابة الصحفيين أفقد البلاد مؤسسة مهمة ذات رأي وموقف كان يمكن ان تساهم في ايجاد وبناء المشروع الوطني، وتقوم بأدوار مقدرة في القضايا العامة.
مشيرا الى ان استعادة الروح للوسط الصحفي المتصلة بالنقابة، تمر عبر محطتين رئيستين أولها البناء والتأسيس الديمقراطي الصحيح، وأخرى عن طريق مخاطبة قضايا الصحفيين الملحة والمتعلقة بتردي المهنة والأجور.
*غياب النقابة اثر على حياة الصحفيين
عضو شبكة الصحفيين ادريس عبد الله الطيب العمل النقابي خاض منذ 89 تجارب عديدة الا انه قطع الطريق عليها تشكيل الاتحادات بدلاً عن النقابة وجاء اتحاد الصحفيين السودانيين المنحاز للنظام البائد وافرز كثير من الاشكالات التي انعكست على الوسط الصحفي حاليا ، مثل ضعف الكادر الاعلامي والصحفي الذي اتي بعد 89 ولم يجد أي مؤسسة تقدم التدريب اللازم ولا رقابة على الناشرين في أن يحققوا للصحفيين الرواتب المجزية .
واعاب بقوله غياب النقابة خلال 30 عاما اثر بصورة كبيرة على حياة الصحفيين وشرد عدد منهم لعدم وجود فرص لممارسة المهنة ووضعهم في خيار اما أن تصبح معارضا متوقف عن العمل وما بين أن تكون منحازا للنظام الحاكم بغض النظر عن من هو الحاكم .
واضاف افتكر أن الصحفي هو الصحفي الحر الذي ينتج المعلومة ويخرجها بدون قالب سياسي وهذا كان يحتاج الى وجود نقابة
مشيرا الى أن عدم وجود نقابة خصم من الصحفيين وذلك تمثل في عدم تلقيهم الجرعة التدريبية الكافية والاجر مقابل العمل بشكل افضل وجعلهم عرضة لانتهاكات كثيرة من الناشرين وتحكمهم في سياسات التحرير .
مؤكداً بأن وجود النقابة سيعيد الروح للصحافة السودانية وينقذها من قعر القاع الذي عاشت فيه خلال الثلاثون عاماً الماضية ويحولها لجسم قادر على تقديم المعلومات السليمة الغير منحازة وستساهم النقابة بشكل افضل في عملية الانتقال الديمقراطي وستزيد من مساحة الحريات لأنها ستعبر عن الصحفيين وتدافع عنهم .
وشرح ادريس بقوله في الحقبة الماضية كان الصحفيين يتعرضون لانتهاكات ولا يوجد جسم يعبر عنهم فالاتحاد بقيادة الرزيقي كان منحازا للنظام البائد ويميز بين الصحفيين ما بين مواليين ورافضين للاتحاد، واردف ولكن قيام النقابة سيمسح كل هذه التصرفات وتحل محلها نقابة تستطيع أن تدافع عن الصحفيين في ظل السلطة القائمة والناشرين المنتهكين لحقوق الصحفيين ومنتهكين لحقوقهم المادية وعدم توفير لبيئة العمل السليمة وكل الحقوق ستعمل النقابة على استعادتها، مؤكدا بأن في الوقت الراهن الصحفيين في حالة سعي كبير لإقامة النقابة كجسم يعبر عنهم ويعيد روح الصحافة بشكلها المطلوب.
جهود كبيرة لقيام النقابة.
الاعلامية اسماء ابو بكر قالت أن غياب النقابة كان له اثر واضح علي مستوى الحقوق و تنظيم المهنة نفسها واضافت عدم وجود كيان يدافع عن الاعلامي او يسأل عن في حال ابتعاده عن المهنة أدى لاستسهال المهنة والمزاحية
وعادت وقالت: أن الجهود المقدرة لقيام النقابة رغم تعثر الخطى للأسباب معروفة الا اننا نتمنى أن تحقق هذه الخطوات طموحات الصحفيين وترتقى بالصحافة المقروء والمسموعة والمرئية معا
الجدير بالذكر أن لجنة انتخابات نقابة الصحفيين فتحت باب الترشح في 20 اغسطس 2022م لمنصب النقيب وعضوية مجلس النقابة على ان يتم الاقتراع في 27 اغسطس 2022م .